فتح الولد الصندوق الذي كان يربي فيه دود القز ليطمئن على الشرانق فوجد أن إحداها بدأ يتفتح فيه ثقب صغير وخرجت منه فراشة جميلة بصعوبة شديدة ثم طارت.
تألم الولد لمنظر الفراشة وهي تكافح بشدة للخروج فقرر مساعدة باقي الفراش ليخرج بسهولة.
وهكذا أحضر مقصا؛ وجلس يراقب الصندوق إلى أن رأى فراشة أخرى تفتح ثقبا في الشرنقة لتخرج منها. فأسرع؛ وبحذر شديد؛ قص الشرنقة بالطول، وخرجت الفراشة واستقلت على الأرض بلا حراك .... اذ كانت أجنحتها ملتصقة بجسمها.
حاول الولد مساعدة الفراشة بالنفخ تارة وبتحريك ورقة فوقها تارة أخرى و لكنه لم ينجح في محلولته !!!
عندئذ سأل أبوه عن سبب ما حدث، وعلم أن الثقب الصغير الضيق التي تخرج منه الفراشة هو لكي يدفع الدم من جسمها الى الأجنحة حتى تستطيع الطيران !!
أخوتي؛ الجهاد والصعاب التي تصادفنا هي الباب الضيق في هذه الحياة، الذي ينبغي أن نعبر منه لنطير بأجنحة الروح طالبين السماء
أما اذا فضلنا الحياة السهلة بما فيها من ملذات وأكل و شراب؛
فسنظل مثل هذه الفراشة المسكينة مستلقين بلا حراك في طين الأرضيات.
قد تساعدنا هذه الصعاب على التقرب من الرب وطلب ملكوته لكي ننعم بفرحه الذي ليس فرح مثله.
No comments:
Post a Comment