"I believed; therefore I have spoken."

Tuesday, February 28, 2017

صوم وإماتة

قد تسأل نفسك لماذا الصوم؟ ولماذا عليّ أن أتوقف عن ما "يفرحني"؟
لماذا الصوم عن أطعمة معيّنة وهل هي كافية؟
الطعام هو حاجة أساسية للجسد، لا يمكننا الإستغناء عنه! والصوم هو لكبح لجام هذا الجسد وماديته التي قادتنا إلى هلاك الخطيئة!
جسدي يريد، لكنّ وقوفي في وجهه وقولي لا أريد هو بدئ مشوار الترفّع والتقدّس!
لكن الشيطان لا يضيّع فرصه، ويبحث عن الشقوق والضعفات لينبت حشائشه السامة، فاسداً ما فعلته وما سوف تفعله!
إن صُمت عن طعامٍ ولم تصلّي، فصومك كغيمة لا تمطر وبالتالي نفسك ستبقى في جفافها وبعدها عن الله!
إن صُمت عن طعام بينما تبيح لعينك كلّ رذيلة، فقد ضيعت وقتك وأجرك!
إن صُمت عن طعام ولسانك يخلط الحابل بالنابل، فأنت تدين نفسك بنفسك!

إن صُمت، فاجعل لك هدفٌ واحد، الا وهو دحر الشيطان وأعوانه! هو سيعرض عليك كلّ بضاعته الفاسدة، وبصومك تقول له: اعرض ما تشاء، ودر حولي كما يحلو لك! ليس بالخبز أحيا بل بكل كلمة تخرج من فم الله! لا تغريني بممالك فانية، فلا يعنيني ما تعطيني!

توبة

قصة رجل من بني إسرائيل عصى الله أربعين سنة، فما ترك معصية إلا وفعلها ولم يتب لله مرة...
 فجاءت سنة من السنين قحط شديد وبني إسرائيل لا ينزل عليهم مطر، وبدأت الدواب تصاب والزرع يجف وبدأت الأنهار يتبخر ماؤها.. فبدأوا يقولون: يا موسى ادع الله أن يُنزل المطر..
سيدنا موسى جمع بني إسرائيل هلم ندعو.. يا رب المطر.. يا رب المطر.. والمطر لا ينزل

يا رب المطر.. يا رب المطر

فقال موسى: يا رب عودتني الإجابة فلم لم ينزل المطر؟
 فأوحى الله إليه : يا موسى لن ينزل المطر فبينكم من يعاصني منذ أربعين سنة فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء..
فقال موسى : يا رب فماذا أفعل قال : أخرجوه من بينكم ..
 فوقف موسى يقول: يا بني إسرائيل أقسمت عليكم، بيننا عبد يعصي الله منذ أربعين سنة وبشؤم معصيته مُنعنا المطر، ولن ينزل المطر حتى يخرج، فليخرج من بينكم
 فالعاصي كان يعرف نفسه فنظر حوله لعل أحداً غيره يخرج فلم يخرج أحد، فبدأ هذا العبد يناجي ربه قال: يا رب أعصاك أربعين سنة وتسترني وأنا اليوم إن خرجت فُضحت وإني أعاهدك أن لا أعود إلى هذه المعصية فتُب عليّ واسترني..
 ففوجئ سيدنا موسى بالمطر ينزل من السماء فقال موسى: يا رب نزل المطر ولم يخرج أحد فقال الله عز وجل : ياموسى نزل المطر لفرحتي بتوبة عبدي الذي يعصاني منذ أربعين سنة..
فقال موسى: يا رب دلني عليه لأفرح به
 فقال الله عز وجل: يا موسى يعصاني أربعين سنة وأستره ويوم يعود إليّ أفضحه؟!

الشمعة المطفأة

 كان لرجل ابنة صغيرة، كانت هي وحيدته التي يحبها جداً. عاش من أجلها، وكانت هي التي تملأ حياته. لذلك فحينما مرضت شيم (وهذا هو اسمها) ولم تفلح في علاجها من مرضها كل مجهودات أمهر الأطباء؛ صار والدها كمثل إنسان مجنون، يجوب كل مكان لكي يستعيد لها صحتها. ولم تفلح أفضل مجهوداته، وأخيراً ماتت الطفلة.
وبموت الطفلة، صار الرجل رافضاً لكل تعزية، وانفرد في عُزلة مُرَّة، وأغلق بابه على نفسه دون كل أصدقائه العديدين، رافضاً أية محاولة تُعيد له صوابه وتردُّه إلى نفسه العاديَّة البسيطة الأولى.
وفي ليلة من الليالي، رأى حلماً، إذ رأى في منامه كأنه في السماء يُشاهد موكباً كبيراً من الملائكة الصغار، كانوا يسيرون في صفٍّ واحد، وكان واضحاً أنه بلا نهاية، متوجِّهين تجاه عرش الله العظيم اللامع ببياض أنصع من الثلج.
كان كل ملاك صغير لابساً ثوباً أبيض ويحمل في يده شمعداناً. لكنه لاحظ أن شمعدان أحدهم غير مشتعل، كان مُطفَأً.
ثم حدَّق النظر فإذا بالملاك حامل هذا الشمعدان المُطفأ هو ابنته حبيبته.
فاندفع نحوها ما أدَّى إلى اضطراب الموكب، وأمسك ذراعيها، مُلاطفاً إيَّاها بحنوٍّ، ثم سألها:
- ”ما هذا، يا عزيزتي، إن شمعتك هي الوحيدة المُطفأة“؟
فردَّت عليه:
- ”يا أبي، كثيراً ما يُشعلونها لي، لكن دموعك دائماً تُطفئها“.
ثم استيقظ من حلمه.
كان الدرس جدَّ واضحاً، وبان أثره للتو. فمنذ تلك الساعة لم يَعُدْ منعزلاً، بل خرج وعاد يندمج ويختلط مع أصدقائه القدامى. وذلك حتى لا تعود شمعة ابنته تنطفئ بسبب دموعه التي لا جدوى منها،
"وصار يُبشِّرهم بمجد القيامة التي كانت للمسيح، والتي ستكون لنا جميعاً إن كنا ”لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم

Sunday, February 19, 2017

تحيا النّفوس وترانا!.

في إحدى جزر البحر الإيجي، عاش، منذ سنوات، كاهن كثير التّقوى. كانت نفسه مملوءة رأفةً بأبناء رعيّته، وخاصّة بالمتألّمين منهم. وجاء يوم، جُرّب فيه هو نفسه وتألّم كثيراً.
كانت ابنته فتاةً مميّزة، متزوّجة من شابّ نبيل وشجاع. ويوم حان ميعاد وضعها مولودها الأوّل، رقدت!. وذهبت كشهيدة لتلاقي وجه خالقها، مخلّفة وراءها أسىً عظيماً.
تألّم الأب الكاهن كثيراً لفراق ابنته. لكنّه، بإيمان غير متزعزع، لم يفتر عن تقديم التّمجيد لاسم الله. وترجم محبّته هذه لابنته، بصلواتٍ حارّةٍ كان يقدّمها لراحة نفسها، وأعمالِ رحمةٍ خفيّةٍ.
كان للكاهن أخٌ قبطان، محارِب قديم، لم يعد يرتاد البحر بعد. كان قد اشترى أراضي كثيرة، ويعيش من خيراتها. لكن، للأسف، كان شبه ملحدٍ، رغم أنّه يتميّز بقلبٍ طيّب.
في الأمسيات، عندما كان يجتمع، في بيت الكاهن المضياف، بعضُ الأصدقاء، من سكّان الجزيرة الطّيّبين، الّذين كانوا يساعدون الكاهن في خدمة الكنيسة، كانوا يتحادثون بينما كانوا يحتسون شراب الأعشاب السّاخن.
في إحدى الأمسيات، راح القبطان يسخر من أخيه الكاهن، قائلاً:
- مهلاً، يا أبتِ المسكين، لا وجود لحياة أخرى، وابنتك لا تستطيع أبداً أن تعرف ما نقول وما نفعل!.
حاول الكاهن، بدماثته المعهودة، أن يحوّل عدم إيمان أخيه، لعلمه أنّ نفسه، في العمق، تعاني صقيعاً شديداً. لكن، لم يبدُ أنّ القبطان قد تأثّر بما قاله أخوه.
في إحدى الأمسيات، عاين الكاهن ابنته، في الحلم، مُغلَّفةً بالنّور، ومتسربِلَةً بلباس أبيض ناصع، ومبتهجةً، وقد قالت له: "أبي، أشكرك على كلّ شيء: على محبّتك، وصلواتك، وأعمال الرّحمة الّتي قمتَ بها من أجلي. وقل لعمّي، أيضاً، إذا سمحت، أننّي أشكره على السّمكة الّتي بعثها لي". قالت هذا، وضحكت ملائكيّاً. إذ ذاك، انتهى الحلم.
عندما نهض الكاهن، في الصّباح، شعر بفرحٍ غامر وتأثّرٍ شديد.
في المساء، قصّ حلمه على الأصدقاء المجتمعين. تأثّر الجميع، باستثناء القبطان، الّذي راح ينظر إلى أخيه بارتياب. لكنّ الكاهن، عندما وصل في حديثه إلى ذكر السّمكة الّتي تشكر الابنة عمّها عليها، قال إنّه لم يفهم عمّا كانت تتحدّث. عندها، انتصب القبطان متأثّراً بشدّة، وقد امتلأت عيناه بالدّموع، وراحت يداه ترتجفان. أمّا إيمانه، الّذي كان مستتراً عميقاً في قلبه، فقد خرج من شفتيه بهتافه: "يا إلهي". إذ ذاك، راح الجميع يتهامسون، وينظرون بعضهم إلى بعض الآخر باستغراب. ومن ثمّ سألوه أن يفسّر لهم ماذا حدث، ولماذا بدا عليه كلّ هذا الاضطراب والتّأثّر.
عندما هدأ قليلاً، عاد فجلس إلى كرسيّه، والدّموع تسحّ من عينيه وتغمر وجهه المضيء، وراح يُخبر بصوت متّضع: "نعم، إنّها الحقيقة. الأرواح تحيا ، وترانا!... يوم الدّفن، إذ كنتُ أتهيّأ للنّزول إلى الكنيسة، حيث ستُقْرأ الصّلاة لراحة نفس ابنة أخي - وأنت تعرف، يا أبتِ، كم كنتُ أحبّ ابنتكَ. كانت دائماً كالملاك - في تلك اللّحظة، أتى صديقٌ لي صيّاد، وقد وصل لتوّه من الشّاطىء. كنتُ قد اتّفقتُ معه على أن أشتري منه، من وقتٍ إلى آخر، كلّ سمكة مميّزة يصطادها. لكنّني، في تلك اللّحظة، شعرتُ بالغضب بسبب حضوره، وقد حمل معه سمكة "هامور" كبيرة.
عاجلته بالقول: لا أريد، اليوم، سمكاً، لا أريد شيئاً. لقد رقدت ابنة أخي اليوم!. نظر إليّ الرّجل وقد تسمّر في مكانه، صامتاً. حزنتُ لأجله، فقلت له:
- سوف أدفع لك ثمنها. لكن، أَعطِها لأحد الفقراء عن روح ابنة أخي!.
أخذ المال، وعزّاني، ثمّ غادر بسرعة. نسيتُ هذا الحدث، ولم أخبره لأحد.
لكنّ نفس ابنة أخي الصّغيرة لم تنسهُ، وقد أرسلت تشكرني".
قال ذلك، ومسح دموعه بيده. ثمّ ضحك بفرح كبير، كبير جدّاً!. ومن فيض هذا الضّحك الفرح، استشفّ الكاهن بزوغ فجر الإيمان من جديد في قلب أخيه. لقد انقضى ليلُ عدم الإيمان...
ثمّ تمتم الكاهن: "ممجّد اسمك، أيّها الرّبّ الكلّيّ الرّأفة"... ضامّاً أخاه بنظرته الحنونة.
من مجموعة ارثوذكسيون

Sunday, February 12, 2017

Voices

In every situation I hear three voices. I know if there is a psychiatrist he/she will say I might need a treatment tonight. 
The first voice is God's voice asking me to do it right and do it good, even if it is lose yourself and everything to win.
The second one is the devil's voice asking me to do it his way, and "win" now who cares about after.
The third voice is the voice of the flesh, including my weaknesses, my commitments, my busy life, and the people around me with their opinions, their prejudice and expectations. Which might be a lose-lose equation.
Which one will I choose? Which one will you choose?