دعى خباز غني عشرين ولداً فقيراً من أولاد
مدينته إلى فرنه، وأراهم قفّة مملوءة خبزاً، وقال لهم: يوجد في هذه القفة أرغفة
خبز، فليأخذ كل واحدٍ منكم رغيفاً، وليأت كلّ يوم ويأخذ أكثر. فما إن انتهى من
الكلام، حتى هجم الأولاد ليأخذ كلّ واحد الرغيف الأكبر... وبعد أن أخذوا كلّ ما في
القفّة، غادروا المكان بدون أيّ كلمة شكر للخباز. وكان بين الأولاد فتاة صغيرة،
وقفت تنتظر حتى غادر الجميع ومن ثم أخذت الرغيف الصغير المتبقّيفي القفّة، وقبّلت
يد الخباز وشكرته، ثم رحلت. في اليوم التالي تكرّر الأمر... رجعت الفتاة إلى البيت
وناولت الرغيف لأمّها، وعندما كسرت الوالدة الرغيف فوجئت بدينارٍ ذهبي فيه. وعندما
أرجعت الفتاة الدينار للخبّاز قال لها: يا بنيّة، لم تكن هذه غلطة، بل وضعته عن
قصدٍ في الرغيف الصغير مكافأة لك على حسن تصرّفك.
إنّ الأنانية سائدة اليوم في مجتمعنا للأسف،
ومن يفسح المجال أمام الآخرين كي يتقدّموه، يعتبر ضعيفاً. ولكن على المسيحي
الحقيقي أن يرفض هذا المنطق. إذ كما قال بولس الرسول: أن لا ننظر فقط إلى ما هو
لنفوسنا، بل إلى ما هو للآخرين أيضاً.
هل تريد أن تترك أنانيتك من أجل خاطر المسيح
وتأخذ الرغيف الصغير؟
No comments:
Post a Comment