"I believed; therefore I have spoken."

Wednesday, February 17, 2010

الصوم


«نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُمْسِكْ. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِتَعَدِّيهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. 2وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا، وَيُسَرُّونَ بِمَعْرِفَةِ طُرُقِي كَأُمَّةٍ عَمِلَتْ بِرًّا، وَلَمْ تَتْرُكْ قَضَاءَ إِلهِهَا. يَسْأَلُونَنِي عَنْ أَحْكَامِ الْبِرِّ. يُسَرُّونَ بِالتَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ. 3يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟ هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. 4هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ. 5أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟ 6أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. 7أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.
8«حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ. 9حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ 10وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ. 11وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ. 12وَمِنْكَ تُبْنَى الْخِرَبُ الْقَدِيمَةُ. تُقِيمُ أَسَاسَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ، فَيُسَمُّونَكَ: مُرَمِّمَ الثُّغْرَةِ، مُرْجعَ الْمَسَالِكِ لِلسُّكْنَى.
13«إِنْ رَدَدْتَ عَنِ السَّبْتِ رِجْلَكَ، عَنْ عَمَلِ مَسَرَّتِكَ يَوْمَ قُدْسِي، وَدَعَوْتَ السَّبْتَ لَذَّةً، وَمُقَدَّسَ الرَّبِّ مُكَرَّمًا، وَأَكْرَمْتَهُ عَنْ عَمَلِ طُرُقِكَ وَعَنْ إِيجَادِ مَسَرَّتِكَ وَالتَّكَلُّمِ بِكَلاَمِكَ، 14فَإِنَّكَ حِينَئِذٍ تَتَلَذَّذُ بِالرَّبِّ، وَأُرَكِّبُكَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الأَرْضِ، وَأُطْعِمُكَ مِيرَاثَ يَعْقُوبَ أَبِيكَ، لأَنَّ فَمَ الرَّبِّ تَكَلَّمَ».

يصلح وبدون أيّ شك الإصحاح ال58 من أشعياء كمثلٍ أساس لكلّ من يسأل نفسه عن الصوم، وكيف نصوم وعن ماذا نصوم. ما الذي له قيمة في عين الربّ وما الذي لا يراه. فيا أيّها الأخ الصائم، إن أمسكت عن اللحوم والدهون لمجرّد الإلتحاق بتقليدٍ معيّن، أو لأن فلان قال وفلان لم يقل... فلان سمح وفلان حرم... ها أمامك كلام الربّ واضح وبدون حاجة إلى تفسير، ولك الخيار...

Sunday, February 07, 2010

إصنع الخير


تمثّل بالأرض، أنت الإنسان. أثمر مثلها لئلا تكون دون المادّة، فإن الأرض لا تثمر للذاتها الخاصة بل لخدمتك. أمّا أنت فبخلافها تؤول إليك منفعة إحسانك، لأنّ الأعمال الطيّبة تُغني عاملها. إذا أعطيت الجائع، عاد إليك ما أعطيته أجراً فأغناك. كالقمح يُبذر في الأرض فيعود نفعه على باذره، والخبز الذي تطعمه للفقير يُغلّ لك غلّة عظيمة. فاجعل من غلّتك بدايةً للزرع الإلهي. إعتبر أنّه أمجد للإنسان أن يُدعى أباً للفقراء من أن تكون له أكداسٌ من الذهب مكدّسة في الصناديق. وأنت، رضيت أم أبيت، ستترك ثروتك على الأرض، وأما مجد أعمالك الحسنة فيرافقك إلى أمام الله.
باسيليوس الكبير

تنظيف باهظ الثمن...


"قلباً نقياً أخلق فيّ يا الله وروحاً مستقيماً جدّد في أحشائي" (مزمور 10:51)
في القرن الماضي سبّبنا الكثير من الخراب عبر تلويث الماء والأرض والهواء... إن كان دون وعي أو عن سابق تصوّر وتصميم! واليوم تغرقنا وسائل الإعلام من مرئية ومسموعة ومكتوبة، وشركات الإنتاج التلفزيوني بأفكار اندثار الجنس البشري والتحوّل المناخي القاتل...
للأسف أنّنا ننسى دوماً أنّ لكلّ "فعل" مهما كان صغيراً أو كبيراً، ستليه "ردّة فعل" حتميّة... واليوم آن الأوان لدفع الثمن الذي قد لا تسطيع الحواسيب حسابه أو حتى توقّعه!

ما نفتعله في أجسادنا وأرواحنا ليس بعيداً عن تصرّفاتنا اليوميّة المؤذية! فعندما نسمح للخطيئة أن تلوّث حياتنا على المدى الطويل، وإلى أن ندرك أهمّية ما نعمل، فإن انتشالنا من مستنقعها الآثن يصبح من العجائب!
فاستفيقوا الآن ولا تقولوا غداً أبدأ حميتي عن الشرّ، أو غداً بعد أن أشبع من الملذّات أضع يدي في يد الله... فمن يعتقد أنّه أخطأ قليلاً وأنّه لا يزال أمامه متسع من الوقت للتلذذ، لن يشبعه الزمن كلّه، ولن ينمو في حسابه إلا الموت...

درس نفناف الثلج...


إنّ بعض نفناف الثلج المتساقط يلمع برّاقاً، فيغدو ماساً على ضفائر خيوط الشمس، ومطرّزات عجيبة تكسو الأرض.
إنّ الملفت للانتباه هو كيفيّة تكوين هذه الحبيبات... فإنّ في وسط كلّ منها مادّة غريبة، كحبّة غبار أو ما شابه... يلتفّ حولها بخار الماء المتجمّد...
قد يصعب رؤية ذرّات الغبار تلك، وقد لا يتجاوز حجمها جزءاً من الألف من الملليمتر، لكن وجودها أساسي كي تتكوّن حبيبة الثلج.
كيف نستطيع نقل هذه الصورة إلى حياتنا اليوميّة؟ أليست الغبار كالعراقيل والأوجاع والخطايا؟
لمن يسلك درب الربّ، غبار الحياة يقود صوب الطهارة... ومن يعاكسه يبقى سابحاً في الفراغ دون وجهة ولا نتيجة...