"I believed; therefore I have spoken."

Monday, July 05, 2010

من أيّ جماعةٍ أنت؟

خلال القداس دار أحد معاوني الكاهن بالسلّة كي يجمع تبرعات الناس الأسبوعية للكنيسة. وما إن شارفت الخدمة على نهايتها، حتى همّ عدد من الناس وبدأوا يتدافعون للخروج، فأوقفهم الكاهن قائلاً، أرجو أن لا يغادر أحد فلدينا شيء مهم سنطرحه عليكم... خرج البعض رغماً من طلبه، باعتبار أنّهم أوفوا نذورهم الأسبوعية، وأن ساعة صلاة في الزمان كافية لجعلهم مخلّصين...
قال الكاهن: درجت العادة أن نجمع تبرّعاتكم أيّها في كلّ أسبوع، لتوضع في صندوق الكنيسة ولتأمين احتياجاتها المادية الفانية... أمّا اليوم، فسنكسر هذه العادة، فاتحين في المجال أمامكم للتبرّعوا بأنفسكم لمن تجدوا أنّه بحاجة... تفضّلوا، خذوا من السلة ما يحلو لكم... تتطلع الناس ببعضهم باستغراب، وقد أصابهم الحياء من التقدّم ومد يدهم إلى السلة... فقال الكاهن: تقدّموا ولا تخافوا...
قام أحد الجالسين في الصف الأوّل، لتكرّ وراءه سبحة المنتظرين في الصفوف الخلفية، قائلاً في نفسه سآخذ كثيراً، هكذا سيقول الناس أنّني قدّمت كثيراً... قام آخر وخرج دون ان يمدّ يده قائلاً: أستحي بما قدّمت، لا يمكن أن أظهر كمن لم يقدّم شيئاً يذكر... وتلاه رجلٌ وامرأته قائلين: هذا ملك الكنيسة وما قدّمته ليس إلا اليسير ممّا أعطانيه الله... وآخر قال: قد لا تسنح هذه الفرصة مرّين، فلنغرفنّ مما طاب لآذاننا من طنينٍ ورنين... وآخر قال جهاراً: أنا لم أقدّم شيئاً لأنّي لا اعرف اين يذهب كلّ هذا! وآخر قال: لا يحقّ لأحد أن يمد يده ليتسوّل ما قدّمته نفسه، لأنّه ليس للكاهن او للكنيسة أنا أقدّم... لا بل واحرق المادة التي تتآكلني وتتآكلنا جميعاً كي أعيش المسيح... أما الأخير فتقدم ووجد السلّة فارغة، فقال مشتكياً للكاهن، أنا قدّمت ولي شهود على ذلك، أين ذهب مالي؟!! فقال الكاهن : لا ادري أين هو! قد يكون ابتلعه الطمع وحبّ الظهور والمجد الزائف... وما دام قلبك محترقاً بسبب ما قدّمته بعين ضيقة، ما الحاجة في الأساس إلى وجودك هنا!

No comments: