"I believed; therefore I have spoken."

Wednesday, June 02, 2010

رؤيا

قلّما تذكرت أحلام الليل بتفاصيلها المملة، وقلّما حسبت لها حساباً أو جعلتها عاملاً مؤثراً على نهاري وليلي. كما أنّي لا أعرف إن كان شمل ما حلمت به بالرؤيا، لكنّي أحسست برجلي تمشيان وشفتاي تتحركان، حتى أنّي سمعت صوتي وصوت الناس...
" كنت أقود سيارتي في طريقٍ لم أكن قد قدت عليها قبلاً... فوصلت إلى مكانٍ فيه الكثير من الناس التي كانت تتدافع، حتى أنّي بالكاد وجدت مكاناً لأركن السيارة فيه. راح الناس يمشون في الطريق الواسع مع أنّ الإشارات كانت تدلّ على أنّ الطريق مقفلة... حاولت إقناع البعض لكنّهم رفضوا بحجة أنّهم قد يجدون وسيلةً ما للوصول.
أحسست بجسمي يستدير ويقودني في طريقٍ أخرى، صغيرة جداً بالمقارنة مع الطريق التي اختارتها الأكثرية... فوجدت نفسي داخل كنيسة قديمة حجارتها بيضاء مائلة إلى الصفار، وأما شبابيكها فحديدية مشبّكة صدئة، وكان القداس قائماً، لكنّي كنت في الداخل والقداس كان في الخارج... وقع علي الإختيار لقراءة الرسالة، فسلّمتني إحدى الراهبات الإنجيل مفتوحاً على رسالة القديس بولس إلى أهل كورنثوس (لا أذكر أنّي رأيت أرقام الإصحاحات)... قرأتها مرّة في قلبي (ولا أذكر كلماتها) ثم أقفلت الكتاب فاضعت الصفحة... توترت وسألت الراهبة التي أعطتني الرسالة أن تدلّني عليها ففعلت... أضعتها من جديد بعد قراءتها قلبياً، فطلبتها من جديد لكن طلبي قوبل بالرفض... توترت أكثر لأنّ موعد القراءة قد حان، فرضت الراهبة رفضاً قاطعاً رغم تأنيب رفيقةٍ لها... فقلت في نفسي: ومن قال انّه يجب أن أقرأ تلك الصفحة بالذات... أليس كلّ الإنجيل رسالة، سأفتح أيّ صفحة منه وأقرأها... وهكذا فعلت... خرجت للقراءة فقلت: فصلٌ من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل فيليبي... فتعجّب الجميع بمن فيهم الكهنة الثلاثة من قراءتي لفصلٍ لم يكن في الحسبان... قرأت كما لم أقرأ يوماً في حياتي، فتعلثمت بالحروف كلّها... وكان الكلّ ينظرون إلي مستغربين... فأوقفت القراءة وقلت: هذا ما حصل، أضعت الصفحة، لكن تلك الراهبة رفضت أن تدلّني من جديد عليها... فاخترت أن أقرأ هذه الرسالة لأنّ الإنجيل كلّه رسالة... امتعض الجميع من تصرّفها ثم قال كبير الكهنة تابع قراءتك... اقتربت من شباك الكنيسة وحملت منه نجماً ذهبياً (الرسم رسمته بيدي) وبدأت أقرأ: أنظروا إلى هذا، ثلاثة في واحد كما أنّ الله والمسيح والروح واحد، تماماً كما أنّ الشمس والأرض والقمر ثلاثة لا يفترقان في الحياة والجوهر... وشاهدت الشمس والقمر يتحرّكان حين ركعت على الأرض".
في صباح اليوم التالي استفقت، وركضت صوب الإنجيل مقلّباً صفحاته حتى وصلت إلى رسالة القديس بولس لأهل فيليبي، وكلّ ما فهمته من قراءتي لها هو القدوة الحسنة...

1 comment:

ZouNazar said...

جميل هذا الموضوع