نلاحظ أنّ السيد المسيح في كثير من المشاهد الانجيلية يقول: مغفورة لك خطاياك.
بغض النظر اكان الشخص صاحب عاهة جسدية كمثل المخلع، او بدونها كحالة المرأة الزانية. وكان قوله هذا في كل مرّة يثيرة غيظة رجال الدين اليهود القائلين من يغفر الخطايا غير الله؟!
لا شك اننا لسنا بشيء أمام سلطان السيد المسيح، لكنّه في كل الحالات يُسطِّر مثالاً لنا، يتخطى حدود الزمان الذي كان فيه المسيح متجسدا، كما يتخطى حدود المكان.
مغفورة لك خطاياك. معناها ان الإله الذي يعرف عنك كلّ شيء، محاها من ذاكرته، وليس فقط فتح لك صفحة جديدة، بل جعلك انسانا جديداً، محرراً من سلاسل الخطيئة.
على المستوى البشري، من منّا له القدرة او السلطان على حلّ الخطايا؟
كيف لخاطئ ان يغفر لخاطئ آخر؟
نجد الكثير ممن يقولون أنا غفرت، لكن انا لا اريد ذاك أو تلك بقربي... وهذا معناه أنك لم تسامح الآخر بل أعطيته إطلاق سراح مشروط.
الجواب هو في أقوال السيد المسيح: إغفر لأخيك سبعين مرة سبع مرات، وإن كنت تريد من الله غفران خطاياك ومسح ديونك، عليك بالمثل مع أخيك الإنسان.
أن تغفر مهما فعل أخوك الإنسان، وأن تضيع في العدّ سبيعين مرة سبع مرّات يتطلّب محبّة وإيماناً لا يتزعزع، وقلباً لا يسكنه إلا الروح القدس.
أغفر لنا يا ربّ وأعنّا على غفران ذنوب إخوتنا كي نكون أهلاً بأن ندعى لك أبناء.
د. ساسين النبّوت